أحداث غريبة شهدها مؤتمر حزب الوردة بالرباط تكشف الوضعية المأساوية التي بات يعيشها حزب عبد الرحيم بوعبيد
الخط :
عرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، أمس الثلاثاء، أحداثا وصفت بالغريبة، وتضرب في صورة حزب الوردة الذي أصبح يعيش وضعا مأساويا في السنوات الأخيرة.
وحسب المعطيات التي حصل عليها موقع “برلمان.كوم”، فقبل افتتاح أشغال المؤتمر بحوالي ساعة كاملة، كانت القاعة قد امتلأت بالجمهور الوافد، وهو أمر غير مألوف ويقع فقط في مباريات كرة القدم، وهذا الأمر أثار استغراب المراقبين الذين حضروا هذا النشاط الحزبي.
ووفق مصادر الموقع، فقد تبين في ما بعد، أن الحاضرين معظمهم لا ينتمون للحزب ولا تربطهم به أية علاقة، بل هم نساء وأطفال وبعض الشباب من الأحياء الهامشية وخارج مدينة الرباط، اتضح أن حسن الساخي، عضو المكتب السياسي للحزب، الذي يتولى مسؤولية رئاسة غرفة التجارة والصناعة والخدمات، بجهة الرباط سلا القنيطرة، وهو من الملتحقين الجدد بحزب عبد الرحيم بوعبيد، ومن دعم حملة حسن لشكر، نجل ادريس لشكر خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، هو من كان وراء تجميع هؤلاء الأشخاص واستقدامهم إلى عين المكان لتأثيت المشهد وملء القاعة كما توضح الصورة.
وحسب ذات المعطيات، فبالإضافة إلى حسن الساخي تواجد أيضا بالقاعة، حسن الصناك، البرلماني عن سيدي سليمان، الذي التحق هو الآخر بالحزب مؤخرا قادما من حزب الاتحاد الدستوري، وترشح باسمه خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، كوصيف للائحة الراحل عبد الواحد الراضي. حيث تكلف هو الآخر بجلب أشخاص من خارج الرباط لملء القاعة، فيما كانت ردود فعل الحضور تتمثل في التصفيق والهتاف باسم حسن الساخي بشكل ملحوظ.
وفي محاولة للترويج لنجاح مزعوم لهذا المؤتمر، تم توزيع صور القاعة الممتلئة بالجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من حملة دعائية لنجاح المؤتمر. كما أظهرت الصور حضورا مكثفا، ولكن فيما بعد تبين أن عدد الحاضرين لم يتجاوز المائة شخص بعد خروج الجمهور الذي تم استقدامه رغم أنه لا تربطه بالحزب أية علاقة، لا من قريب ولا من بعيد..
ولعل ما فضح خطة المسؤولين على هذا المؤتمر، هو الأحداث التي عرفتها الجلسة الافتتاحية، بحيث أن أغلبية الحاضرين كانوا يصفقون ويهتفون باسم حسن الساخي، عندما يمر أمامهم، بينما كانت هتافات هذا الجمهور لممثل الشبيبة الاتحادية أو للكاتب الأول لحزب الوردة، إدريس لشكر، عندما قاما بإلقاء كلمتيهما، مشابهة لجماهير الملاعب الرياضية، من قبيل الصفير و عبارة “allez-allez”.
والغريب في الأمر أن حضور قيادات وأعضاء الاتحاد الاشتراكي بالرباط لهذا المؤتمر، كان ضعيفا، واقتصر على بعض الصفوف الأمامية، بينما امتلأت أغلبية الصفوف في قاعة المسرح بأشخاص غرباء ودخلاء على الحزب، وهي صورة أخرى من الصور التي تكشف بجلاء الوضعية التي بات يعيشها حزب كان يضم خيرة المناضلين الغيورين على الوطن، لينتهي به المطاف بين أيدي أشخاص لا يعرفون حتى المبادئ التي تأسس عليها الحزب.