نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين
اللهم صل على من منه انشقت الأسرار وانفلقت الأنوار
السيد رئيس قسم الشؤون الداخلية الممثل لعمالة إقليم العرائش
السادة الشرفاء أبناء عمومتنا من الأقاليم الجنوبية
السادة الأفاضل
السادة الحضور الكرام
السادة الزوار من داخل المملكة المغربية الشريفة وخارجها
محبي مقام القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش قدس الله سره
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نحتفي اليوم جميعا تحت شعار ” المشيشية الشاذلية تلاحم الوطن وتراحم الخلائق” ، في هذا المقام الكريم، مرقد الولي الصالح والقطب العارف المولى عبد السلام ابن مشيش قدس الله سره، والذي يحظى بعناية وعطف مولوي سامي من قبل الملوك العلويين آدام الله عزهم ورفع ألوية نصرهم في كل المناسبات المحتفى بها سواء في المواسم أو المناسبات الدينية والوطنية أو على مستوى الملتقيات والمنتديات العلمية، وهو مقام لا يفتر فيه ذكر الله، والتوسل فيه بالصلاة المشيشية على سيدنا رسول الله، وترفع فيه في كل وقت وحين أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بأن يحفظ بحفظه المتين مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره ومتعه بالصحة والعافية، ويحفظ هذا الوطن الأمين، وسائر أوطان الناس أجمعين.
نتشرف اليوم جميعا تحت الرضا والعطف السامي، بإحياء زيارة صلة الرحم لوفد أقاليم الصحراء المباركة، وهي الزيارة التاريخية التي تأسست في عهد الحماية على يد الحاج محمد بركة رحمه الله، تحت العناية المولوية السامية، حتى سارت عرفا حسنا واحتفاء روحيا يجتمع فيه شمل الشرفاء العلميين من مختلف البقاع، ويحتفى فيها بوفد الأقاليم الجنوبية للمملكة، و الذي يضم شرفاء وشيوخ قبائل وعلماء وأعيان ومنتسبين إلى المقام الكريم في زيارة تؤكد صدق التلاحم الوطني ،تحت القيادة العلوية المجيدة لمولانا أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، كما تؤكد صدق التشبث بالنسب الشريف، ويتم فيه رفع آيات الولاء والمحبة والإخلاص للسدة العالية بالله من طرف وفد أقاليم الصحراء، والشرفاء العلميين واتباع المشيشية الشاذلية في صورة تبين تلاحم الوحدة الوطنية والروحية التي امتاز بها أهل المغرب من الشمال إلى أقصى أقاليم الجنوب.
وبهذه المناسبة الغالية نتوجه بخالص الشكر والتقدير للوفد المبارك لتكبده عناء السفر، والقدوم إلى المعلمة الروحانية بعد ان تعذر عليه الحضور يوم ذكرى فاتح يوليوز لتوافقه هذه السنة مع الأيام المباركة لعيد الاضحى السعيد كما نتوجه بخالص الدعاء لإخواننا المحتجزين قسرا بمخيمات العار بتندوف سائلا الباري سبحانه أن يخفف عنهم الأقدار ويمتعهم بحرية الالتحاق بالوطن الحبيب موجهين نداء عاجلا باسم الشرفاء وأتباع المشيشية الشاذلية إلى منظمة الأمم المتحدة وبعثة المينورسور للتسريع العاجل لحل هذا الوضع اللاإنساني الذي يعاني منه إخواننا المحتجزين قسرا بمخيمات العار .
أيها الحضور الكرام شرفاء ومحبين، إن الاجتماع بمقام إمام الصالحين والانتساب إلى نسبه الشريف، يقتدي منا جميعا التمسك بنبل أخلاقه وتعاليمه الروحية التي تدعو في جوهرها إلى التقيد بالعلم والعمل، والصلاح الظاهر والباطن ،والإسلام المعتدل، رغبة في اشعاع هذه القيم السمحة بين الناس، محافظين بذلك على الصورة الروحانية للمقام وحرمه الذي يتوافد إليه الآلاف، ويقصده الزوار من مختلف بقع العالم، نظرا لطرقه الصوفية الكونية المنتشرة والمنتسبة للمشيشية الشاذلية التي نتشرف بالانتساب إلى مؤسسها إمام العارفين القطب مولانا عبد السلام ابن مشيش قدس الله سره.
كما يتوجب علينا جميعا التعريف بسيرته وآثاره للاقتداء بنهجه والتمسك بدعوته التي توفي من أجلها، وهي الدفاع عن الوطن وحرمته ووحدة ترابه، كما يستوجب منا كشرفاء ومنتسبين إلى صاحب المقام التقيد بنهجه، والسير على منوال دعوته بين الخلائق، وهو الشعار الذي اختاره الشرفاء للاحتفاء بأبناء عمومتهم من أقاليم الصحراء المباركة ” المشيشية الشاذلية تلاحم الوطن وتراحم الخلائق” في إشارة إلى الروابط المتينة التي تجمع الشرفاء جميعا روابط نسب شريف، وروابط روحانية تجتمع كلها تحت التجند الدائم والمستمر لخدمة إمارة المؤمنين أدام الله عزها ورفع ألوية نصرها.
حضرات الزوار الكرام، ونحن في هذا المجمع المبارك الروحاني الذي امتاز قبل كل شيء بدعوة الخير والمحبة والذكر والتذاكر لا يسعنا إلا أن نتوجه برفع أكف الضراعة إلى الباري سبحانه أن يحفظ مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس بحفظه المتين وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة بسر وبركة ما يتلى في مقامات الأولياء والصالحين آناء الليل وأطراف النهار . كما نتضرع إلى المولى عز وجل بأن يحفظ بلدنا المغرب من كل مكروه، وينعم على شعبه الأبي بالخير العميم و النماء و التطور و الازدهار.
امضاء
الأستاذ نبيل بركة
عن الشرفاء العلميين وأتباع المشيشية الشاذلية