إن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يسعى لتحقيق إقلاع تنموي، ولايمكن أن يتحقق هذا الاقلاع دون القطع مع ثقافة الريع المستشرية في هذه الربوع، ثقافة الاتكالية، ثقافة البقاء للأقوى، ثقافة الترضيات، ثقافة أنتجتها المحاباة المفرطة لأطراف لم تقدم إجابات عملية وموضوعية وحلول لقضية الصحراء المغربية، بالقدر الذي أزمت هذا الملف بفعل حساباتها السياسوية الضيقة، وجعل الوطنية شعارا للتسول والربح والاغتناء السريع وابتزاز الدولة، هذه الثقافة اليوم يجب ان تنتهي، لتحل محلها ثقافة الاستحقاق والكفاءة والمصداقية والعمل المتواصل خدمة لقضايا الوطن الذي يحتاج لجميع أبنائه، وطن غني بتعدد روافده الثقافية ومكوناته الهوياتية والذي يستحق أن يكون اجمل مما عليه اليوم.
السياسة يمكن تعريفها كوسيلة لممارسة السلطة بهدف إيجاد حلول للصدامات بين المصالح المتضاربة داخل المجتمع، أو على الأقل، التقليل منها.
هذا تعريف عام، لكن إجرائياً، هنا والآن، فالسياسة تمارس للحفاظ على مصالح و/أو خلق مصالح جديدة.
وإذا كانت الأحزاب السياسية ظهرت أصلا للدفاع عن مصالح طبقة معينة، فواقع اليوم مختلف للغاية. الأحزاب اليوم تلعب دور وسيط للاستفادة من منافع دولة تسيرها قوة/قوات خفية (لوبي داخلي/خارجي متشابك ومعولم).
وتبعاً لهذا المفهوم الجديد للحزب السياسي، حيث الحدود بين الأحزاب متحركة وتكاد تتلاشى، فإن “الهومو- بوليتيكوس” يتحرك بحرية من حزب لآخر، أو قد يجمد عضويته في حزب لسنوات عديدة، ثم يعود إليه، وكل ذلك حسب حسابات احتمالية تفرضها كل ظرفية.
الحزب أصبح، ليس فقط وسيلة للوصول إلى السلطة، وإنما أيضا وسيلة للارتقاء الاجتماعي بالنسبة للمزاليط، وضمان مزيد من الثروة بالنسبة للأثرياء القدامى والجدد
في كل مجتمع هناك سلطة تمثل ما هو مؤسَّس داخل المجتمع، غير أنه في ذات الوقت، هناك حركية تسائل السلطة دائماً وتحاول أن تحدّ من انحرافاتها وتتمكن من إحداث التغيير (المؤسِّس أو حركية القوة المؤسِّسة). في الماضي، كانت هذه القوة المؤسِّسة قوة مكافحة ومعارضة، واليوم أصبح المؤسِّس يتماهى مع المؤسَّس ويرفعان معاً شعار “ليس بالإمكان أحسن مما كان” بهدف التغطية على استراتيجياتهما الخفية والجلية لضمان استمرارية مصالحهما. لا تصدق خطاب السياسيين ابداً
في السياسة لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، ولكن يوجد مصالح دائمة . أحمدالصلاي رئيس جمعيةالجهويةالمتقدمةوالحكم الذاتي بجهةالداخلةوادي الذهب