الخط :
يظل المغرب نموذجا بارزا ولافتا في القارة الإفريقية، في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، حيث اتخذت المملكة المغربية العديد من الإجراءات الفعّالة لمكافحة هذه الظاهرة الدولية. وتتمثل هذه الجهود في مجموعة متنوعة من السياسات والإجراءات التي يتهجهاالمغرب بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في الداخل وكذلك بالدول المجاورة وعلى الصعيدين القاري والدولي.
ويعتبر التصدي للتطرف الفكري والتشدد الديني جزءا أساسيا من استراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب، وذلك من خلال تعزيز الدور الديني المعتدل والترويج لقيم التسامح والسلام.
وفي إطار حربه على الإرهاب، تمكن المغرب عبر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الجمعة، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر موالين لتنظيم “داعش” الإرهابي، تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 46 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهم في التحضير لتنفيذ مخططات إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وذلك بكل من الدار البيضاء وطنجة، وتطوان ومرتيل، والجماعة القروية أوناغا بإقليم الصويرة.
وفي هذا السياق، قال محمد بنطلحة الدكالي، إن “خطر الإرهاب يتزايد مع ارتفاع معدلات تفكيك الخلايا النائمة، حيث تزحف الحركات المتطرفة من الساحل الإفريقي والصحراء باتجاه منطقة شمال إفريقيا وخاصة المملكة المغربية، نظرا لموقعها الجيواستراتيجي”.
وأضاف ذات المتحدث في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، أن الأجهزة الأمنية المغربية تستبق المخاطر منذ سنوات، وذلك وعيا منها بالوضع الهش للمنطقة، حيث تقوم الأجهزة بعمل جبار للكشف عن جميع مخططات الإرهابيين ومشاريعهم الإرهابية ورصد التقاطعات والارتباطات المحتملة التي تجمعهم بالتنظيمات الإرهابية خارج المغرب”.
وقال الخبير السياسي، إن هذه العملية الأمنية النوعية التي قام بها “البسيج”، تأتي في سياق الأبحاث المكثفة واستعدادات السلطات المغربية لمواجهة أي نشاط إرهابي محتمل على الأراضي المغربية، وكشف التهديدات التي يُشكلها داعش وباقي التنظيمات الإرهابية في بقاع العالم، خصوصا بعد توالي الدعوات التحريضية الصادرة عن هذه التنظيمات”.
وشدد بنطلحة الدكالي، على أنه من المعلوم أن أنشطة الخلايا الإرهابية بالمغرب تحكمها عدة محددات بالنظر إلى النقاط المشتركة بينها، كونها بمثابة استمرار للبيعة التي يوليها الإرهابيون لتنظيم داعش”، مشيرا إلى أن المحدد الثاني في أنشطة الخلايا النائمة بالمغرب، يتمثل في تشابه الأدوات والآليات التقنية التي يتم استعمالها من طرف الإرهابيين، وكذلك استخدامهم للوسائط الإلكترونية في أعمالهم الإرهابية”.
وبخصوص المحدد الثالث لهذه الخلايا، أشار بنطلحا إلى أنها تتمركز في مناطق جغرافية مختلفة في المغرب، حيث لا يتم التحضير بصفة جماعية في منطقة واحدة، بل يشتغلون بمنطق فردي على أساس أن الولاء يجمعهم في الخلية الإرهابية.
وأكد المحلل السياسي أن المغرب “انخرط في محاربة التطرف والإرهاب من خلال سياسة أمنية يتداخل فيها الاجتماعي بالاقتصادي، وبسياسة دينية مُنفتحة ومندمجة استطاعت بفضلها المملكة المغربية بلورة تصور مستوعب لحاجياته في التأطير الديني ووظيفته الاجتماعية”، مبرزا أن ذلك مكّن المملكة من “تحقيق نجاحات متميزة ومواكبة للتحديات الإقليمية والدولية، من خلال تطوير استراتيجية أمنية وسياسية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب”.