تكللت الدورة الـ 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، التي اختتمت فعالياتها أمس الأحد، بنجاح كبير.
وأكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في بلاغ لها، أن هذا الملتقى، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد مكانته كموعد رئيسي للقطاع الفلاحي بإفريقيا، وأحد أكثر الأحداث أهمية في هذا المجال على الصعيد العالمي.
وأضافت أن أشغال هذه الدورة، المنعقدة من 22 إلى 28 أبريل الجاري، والتي ترأس افتتاحها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، تمحورت حول موضوع “المناخ والفلاحة.. من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”، مسلطة الضوء على التحديات الحاسمة لمستقبل الفلاحة.
وسجل المصدر ذاته أن الملتقى جمع هذه السنة مشاركين من 70 بلدا، واستقبل 45 وفدا رسميا أجنبيا بقيادة 22 وزيرا من عدة بلدان، مما ساهم في إغناء النقاش وتعزيز الروابط مع فاعلي القطاع القادمين من مختلف جهات العالم.
وأوضح أن الملتقى أتاح للمشاركين، بمن فيهم الفلاحون والباحثون وأصحاب القرار السياسي والاقتصادي، فرصة لاكتشاف الابتكارات في المجال الفلاحي وتوجهات القطاع، من خلال 12 قطبا موضوعاتيا، بما في ذلك القطب الجديد للرقمنة الفلاحية، الذي قدم ابتكارات وتكنولوجيات متقدمة، من أجل تحسين الممارسات الفلاحية.
وأبرزت الوزارة أن الملتقى شكل منعطفا مهما لتبادل المعارف، حيث شهدت هذه الدورة تنظيم 41 ندوة علمية وتوقيع أزيد من 19 اتفاقية إستراتيجية، لافتة إلى الدور الذي يضطلع به كمحفز للفرص التجارية والعلمية في المجال الفلاحي.
وأشارت إلى أن هذه الدورة عرفت مشاركة قياسية ناهزت 1500 عارض وأزيد من مليون زائر، مرسخة بذلك سمعة الملتقى ووقعه الإيجابي على القطاع ككل.
وقد تم توسيع قطب المنتوجات المحلية بشكل ملحوظ خلال هذه السنة ليمتد على مساحة تناهز 16 ألف متر مربع، حيث احتضن 512 عارضا يمثلون مجموعات ذات النفع الاقتصادي وتعاونيات، بما فيها تعاونيات المناطق المتضررة من زلزال الحوز، متيحا للمجتمعات المحلية إمكانية تقديم منتجاتها والاستفادة من فرص تجارية جديدة.
أما قطب الرقمنة الفلاحية الجديد، الذي تم تدشينه خلال هذه الدورة، فقد تمكن من فرض ذاته كمركز للابتكار بامتياز، بالمشاركة النشيطة للعديد من المقاولات المبتكرة، حيث خ صص لتطوير حلول متقدمة من أجل فلاحة ذكية وفعالة.
ويبرز هذا الالتزام بالتكنولوجيا الرقمية سعي الملتقى إلى تعزيز الممارسات الفلاحية التي تجمع بين الأساليب التقليدية والمبتكرة، وبالتالي الاستجابة بفعالية لتحديات العصر.
وخلص البلاغ إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يواصل الاضطلاع بدور رئيسي في تنمية فلاحة مستدامة وقادرة على الصمود، من خلال تسهيل المبادلات بين الفاعلين الرئيسيين في القطاع والتشجيع على اعتماد حلول مبتكرة على المستوى العالمي.