لم يجد الجيش الجزائري أدنى حرج في إقدامه على تصفية ثلاثة صحراويين من مخيمات تندوف بدم بارد، بعد إطلاقه الرصاص الحي عليهم وهم على متن سيارتهم، أمس الإثنين.
الضحايا الثلاث وهم جميعا شبان ينتمون على التوالي إلى قبائل الركيبات الجنحة والبرابيش وتنواجين، كانوا يمتهنون التنقيب عن الذهب، شأنهم في ذلك شأن مئات الشباب الصحراويين الذين يعانون الفقر والحاجة، ويسعون بشتى الوسائل الممكنة إلى توفير أولويات العيش لذويهم وأهاليهم بالمخيمات رغم ما يتعرضون له من مخاطر وصعوبات.
المجزرة التي نجم عنها مقتل ثلاثة شبان وقعت بمنطقة إيگيدي، حيث توفي أحدهم على الفور بعد إطلاق الرصاص عليه، وتوفي الثاني متأثرا بجراحه ودفن بالمخيمات ليلا، أما الضحية الثالث فلم يعثر عليه، ليتبين أن السلطات الجزائرية صادرت جثته، وربما سيكون مصيره مثل مصير شاب آخر تسلمت عائلته جثته دون أعضاء .
وتنضاف هذه الفاجعة إلى مآسي أخرى تعاني منها العائلات الصحراوية بمخيمات تندوف، وهي سلسلة طويلة من الأحداث والمجازر التي ارتكبها وما زال يرتكبها الجيش الجزائري في حق المحتجزين بالمخيمات، خاصة منهم المنقبون عن الذهب بالأراضي الجزائرية، حيث سبق أن قام في مرات ماضية بحرق شبان صحراويين أحياء، بعد رميهم في حفر التنقيب وصب الوقود عليهم، وقام في مناسبات متفرقة بقتل عشرات الصحراويين ظلما وعدوانا وأحيانا كثيرة بغرض التسلية، كما سجلت حوادث إطلاق قذائف من طائرات عسكرية على سيارات مدنية دون التحقق منها أو تحذيرها أو حثها على التوقف.
بشاعة وفظاعة أفعال الجيش الجزائري في حق سكان المخيمات، وصلت حد التنكيل بجثث بعض الضحايا، كانت آخرها جثة شاب صحراوي قبل سنة ونيف، حيث تسلمته عائلته بعد شق الأنفس لتجده مسلوب الأعضاء منزوع الأحشاء، في جريمة اهتزت لها المخيمات، وكانت السلطات الجزائرية تريد أن تدفن الشاب بشكل سري بعد أن أطلقت عليه النيران بدم بارد دون جريمة تذكر .
وتتحمل السلطات الجزائرية المسؤولية كاملة عما يحدث فوق أراضيها للشباب الصحراوي المغلوب على أمره، والذي يعاني البطالة والفقر والتهميش على يد عصابة البوليساريو، ويتعرض للتقتيل والتعذيب والترهيب والتنكيل من طرف الجيش الجزائري، وهي ممارسات يندى لها الجبين، ويجرمها القانون الدولي والإنساني، ولهذا وجب التدخل من أجل حماية الصحراويين عموما، والشباب الصحراوي الذي يتعرض للإبادة في انتقام واضح ممن لا ينخرط منهم في صفوف ميليشيات الكيان الوهمي.