Banner

نتوق لمنطقة وسط جو من الديمقراطية بعيدا عن القمع والاستبداد – برلمان.كوم


الخط :

بعد مرور 44 عاما على الأحداث التي أدت إلى ولادة الربيع الأمازيغي في منطقة القبائل، قام موقع تمازغا الناطق بالفرنسية، باستضافة الناشط الأمازيغي، سالم شاكر، الذي عاش هذه الأحداث  لكي يدلي بدلوه ويعطي رأيه في الوضع الحالي في منطقة القبائل، وخاصة كيف يرى مستقبل منطقة تمازغا التي كانت مركزا لمختلف الصراعات الهوياتية والديمقراطية.

وخلال سرده للأحداث التي عاشها خلال فترة الربيع الأمازيغي في منطقة القبائل، في أبريل 1980، قال سالم شاكر: “في عام 1980 كان عمري 30 عاما ،و الآن أبلغ من العمر 74 عاما، الشيء الذي لا يزال يعطي عمقا زمنيا يسمح بإجراء تقييم معين للتطورات والتقدم والمآزق أو الفشل، لا يزال أبريل 1980 هو اللحظة المحورية التي سمحت بتطور مهم: لم تعد قضية الأمازيغية والبربرية والإشارة إلى اللغة الأمازيغية من التابوهات، ولم تعد غائبة تماما في جميع النصوص الرسمية، وأيضا في جميع الخطب والمناقشات السياسية الرسمية والفكرية والثقافية. يجب أن نتذكر أنه قبل عام 1980 كانت مصطلحات “البربر” أو “الأمازيغ” أو “الأمازيغية” غائبة تماما عن الفضاء العام، سواء في الجزائر أو في كل شمال إفريقيا. لذا فهو تغيير كبير: البربرية موجودة الآن، الأمازيغية موجودة الآن كذلك”.

وأضاف ذات اىناشط الأمازيغي، أنه مع ذلك، لا يمكن إلا أن يكون التقييم العام متناقضا للغاية، لأنه من المؤكد أن وضع الأمازيغ لا يزال هشا للغاية، وربما أكثر تهديدا. ويبدو لي في هذا الصدد، نحن الجهات الفاعلة السياسية والثقافية والفكرية والعلمية، قد قللنا من شأن بعض المعايير الأساسية، حيث أولا وقبل كل شيء، فيما يتعلق بالمسألة الأمازيغية وبقاء البربرية ذاتها، فقد قللنا من شأن قوة الديناميات الاجتماعية والتاريخية التي عملت وما زالت تعمل ضد البربر. لقد اختفت تماما العوامل الأساسية التي ضمنت بقاء البربر لعدة قرون.

سؤال: للأسف، تمر منطقة القبائل اليوم بفترة وجودية حقيقية. البيئة السياسية أكثر عدائية من أي وقت مضى، أكثر من تلك التي كانت في سبعينيات القرن العشرين، مع الاعتقالات والإدانات التعسفية وحكم الإرهاب الذي فرضه النظام الجزائري، وهو إرهاب يصل أحيانا إلى الشتات. هل تعتقد أنه اليوم أو غدا، يمكن أن يكون هناك انتعاش أيديولوجي منقذ للحياة، ولماذا لا يحدث حتى انتعاش أيديولوجي هائل في منطقة القبائل؟

وفي معرض جوابه عن هذا السؤال، قال سالم شاكر: “هذا النوع من الأسئلة يصعب دائما الإجابة عليها. لا أحد يستطيع التنبئ بالمستقبل. كل ما يمكنني قوله هو أن التطور الأخير للنظام الجزائري كان بالفعل في اتجاه إبراز طابعه القمعي والتعسفي وإنكار جميع الحقوق الأساسية بشكل مطلق. وقد تم استهداف منطقة القبائل بشكل خاص، وعلى نطاق أوسع، فإن عدد الأشخاص المسجونين والمدانين بجرائم الرأي ربما لم يكن أبدا مرتفعا إلى هذا الحد، وكذلك القيود المفروضة على جميع أشكال الحرية. يجب أن نتساءل عن معنى وأسباب هذا التطور القمعي المفرط”.

وأضاف، “قد يُعتقد أن ذلك مرتبط بإبراز عدم شرعية النظام. وهذا يعني أيضا أن قوات الاحتجاج المحتملة لا تزال موجودة، سواء في منطقة القبائل أو في أي مكان آخر. إن النظام الذي يصلب ويوقف ويقمع ويستخدم كل وسائل التخويف هو بلا شك نظام يعرف أنه ضعيف. ليس لديه سوى أسلحة القمع للحفاظ على نفسه وإعادة إنتاج نفسه. ومن المؤكد أن الحالة صعبة جدا، لأن السياق الدولي غير موافق أيضا. من الواضح جدا أن كل شيء يسير في اتجاه القمع المتزايد والأكثر منهجية في منطقة القبائل والجزائر. من ناحية أخرى، يقودنا هذا إلى الاعتقاد بأن المجتمع المدني ليس آمنا للدول والأنظمة القائمة”.

وتابع قائلا: “السياق صعب للغاية في منطقة القبائل، حيث ينتشر القمع والسيطرة على نطاق واسع، حتى أن الناشطين الثقافيين يجدون أنفسهم في السجن دون سبب. ولكن إذا حكمنا على المدى الطويل، فإن القمع لم يمنع أبدا الارتدادات. وهذا يفترض دائما وعي النخب وينطوي على قطيعة مع هذا العائق “القومي العربي الإسلامي” الذي يمنع أي تعبير ويضفي الشرعية على الممارسات الاستبدادية للنظام. يجب على النخب، القبائلية والجزائرية على نطاق أوسع، أن تقطع مع هذه الممارسات وتنتفض ضدها”.

وأشار الناشط الأمازيغي، إلى أن “منطقة القبائل ليست معزولة. فهي تتمتع بخصائص تاريخية وثقافية وسياسية قوية. لكن لديها أيضا علاقات طويلة الأمد وعميقة مع بقية البلاد. دعونا لا ننسى أن ثلثي القبائل ربما يعيشون الآن خارج منطقة القبائل، في بقية الجزائر أو في الخارج. سيكون من الوهم الاعتقاد بأن بإمكانها بناء مستقبل منفصل تماما عن بقية البلاد. يجب أن تكون جميع التيارات السياسية والفكرية قادرة على التعبير عن نفسها والعمل بشكل سلمي في منطقة القبائل، كما هو الحال في بقية الجزائر، من أجل بناء مستقبل ديمقراطي”.

وختم سالم شاكر كلامه قائلا: “لهذا السبب، فإن من جهتي ما زلت مخلصا لمواقفي لعام 1995، ولا سيما مواقف عام 2001 المؤيدة لحكم ذاتي واسع، مثل الحكم السائد في كاتالونيا أو إقليم الباسك، في إطار جزائر ديمقراطية. يبدو لي أن هذا هو الهدف السياسي الواقعي الوحيد الذي يمكن أن ينقذ منطقة القبائل من المزيد من المآسي.”





Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.