Banner

صعوبة التخلص من الأحجام الهائلة للنفايات البلاستيكية تُنذر بأزمة بيئية في المغرب


الخط :

تُشكل النفايات البلاستيكية خطرا كبيرا على البيئة وحياة الأفراد داخل المجتمعات، بالإضافة إلى التنوع البيولوجي بالغابات والمحيطات والوديات بشتى بقاع العالم، والمغرب ليس بمعزل عنه، حيث بدأ يعرف زحفا كبيرا لهذه الأزمة البيئية بمختلف المُدن.

ويعرف المغرب استفحالا كبيرة للتلوث البلاستيكي، وهو الأمر الذي دقت بسببه فعاليات مدنية ناقوس الخطر، ونادت بضرورة التصدي للظاهرة ومعالجتها وتطويق انتشار البلاستيك في الشواطئ والغابات وجنبات الأحياء والمساحات الخضراء.

وفي هذا السياق، قال الخبير البيئي حميد رشيل، إن التلوث البلاستيكي يُعدّ أحد أكثر القضايا البيئية إلحاحا في عصرنا الحالي، حيثُ تتراكم المواد البلاستيكية في البيئة وتسبب أضرارا جسيمة بالحياة البرية والنظم البيئية وصحة الإنسان.

وأضاف الخبير البئي ضمن تصريح خص به موقع “برلمان.كوم”، أن البلاستيك أو ما يعرف باللدائن مادة سهلة التشكل بأشكال مختلفة انطلاقا من البترول والغاز الطبيعي والفحم، وهذه المادة تتكون أساسا من سلاسل كيميائية تدعى البوليميرات (عضوية أو صناعية أو شبه صناعية)، عناصرها الكيميائية الأساسية هي كل من الكربون والهيدروجين.

وأبرز رشيل أن خطورة البلاستيك تكمن في طول فترة تحللها والتي تفوق 350 سنة، مما يزيد من صعوبة التخلص من الأحجام الهائلة لهذه النفايات. والمثير للجدل هو أن تحلل البلاستيك ليس كليا، حيث يخلف جزيئات دقيقة ذات قطر دقيق جدا، وهذه الجزئيات تتميز بقابلية النقل والانتشار في مختلف الأوساط التربوية والمائية والهوائية، بل تتمكن من ولوج أجزاء النباتات من خلال ظاهرة الامتصاص وأجسام الحيوانات والإنسان.

وأضاف الخبير البيئي أنه “بفضل السلاسل الغذائية التي يعد الإنسان آخر حلقاتها، فإن تركيز هذه الجزيئات يزداد بشكل كبير عند الإنسان مما سيؤدي إلى ظهور التهابات في مجموعة من أعضائه، قد تتطور إلى سرطانات، فحسب معطيات أممية فإن الفرد الواحد يستهلك 500 ألف جزيئة بلاستيكية سنويا”.

وأبرز رشيل أن الجزيئات البلاستيكية تعد ناقلا للكائنات الحية المسببة للأمراض، وتحلل البلاستيك ينتج عنه تحرير الإضافات الكيميائية مثل الفثالات (Phtalate) والبسفينول (Bisphénol)، ومواد مسرطنة تعرقل النشاط الهرموني لمجموعة مهمة من الكائنات الحية، كما أن البلاستيك المعالج عند تحلله يطلق مواد كيميائية ضارة في التربة وبفضل نفاذية التربة قد تصل هذه المواد الكيميائية إلى مختلف مصادر الماء المحيطة، مما سيؤثر حتما على جودة مياه الشرب.

وقال “بسبب تفاقمها أصبحت النفايات البلاستيكية قاتلا صامتا احتل الأتربة والأنهار والوديان والبحيرات والبحار والمحيطات، وفتك بمحتواها الإحيائي، بل الأكثر من ذلك طارد كل أثر الحياة فيها، مما سيهدد التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية لمختلف هذه الأوساط البيئية”.





Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.