تزامنا مع احتفاء منظمة الأمم المتحدة بمقرها “جنيف” تم الاحتفاء باليوم العالمي للضمير ا الانساني الجمعة 05 أبريل 2024، وقد تم خلال هذه المناسبة التي يشارك فيها جمع كبير من رجال الدين والفكر والسياسة ومختلف الهيئات والمنظمات الانسانية تدارس أهم القضايا الكبرى التي يعيشها العالم المعاصر.
وقد وجهت إلى الأستاذ نبيل بركة دعوة للمشاركة لتمثيل المدرسة المشيشية الشاذلية في هذا المحافل الدولي نظرا الى إسهاماتها المتعددة في نشر قيم الوسطية والإعتدال التي يتمسك بها المغرب تحت التوجيهات الملكية السامية لأمير المؤمنين وحامي حمى الملى والدين والتي اضحت اليوم منارة للفكر السليم المبني على الدعائم المشتركة والموحد الانساني في عالم يعرف تصاعدا خطيرا لخطاب التعصب والعنف المفضي إلى الحروب والنزاعات في مناطق مختلفة من العالم.
مشاركة الاستاذ نبيل بركة ارتكزت على إظهار معالم الفكر الصوفي المشيشي الشاذلي ذو الأصل الممتد من القطب مولنا عبد السلام ابن مشيش إلى تلميذه أبي الحسن الشاذلي الذي أصبحت طريقته اليوم طريقة صوفية كونية تعمل على تهذيب النفس البشرية والركون إلى فضائل وأخلاق جوهرها المحبة والسلم والتآخي بين الانسان ونبذ كل أشكال التطرف دون إفراط أو تفريط مشيرا الى أن مقام القطب العارف الشيخ مولنا عبد السلام ابن مشيش لا يفتر فيه ذكر الله ورفع أكف الدعاء مع البشرية جمعاء بالخير والسلم والتراحم،
وبما ان المناسبة تزامنت مع إحياء لية القدر المباركة التي يجتمع فيها الزوار والمريدين من مختلف المناطق فقد أوصى المحاضر أن تكفف فيها الاذكار والأدعية مع كافة الخلائق.
وهو عنوان المداخة التي شارك بها ممثل المشيشية الشاذلية مظهرا ملامح النموذج المغربي في تأطير الخطاب والفكر الديني بنسق يدعو إلى الانفتاح وإحترام الاخر مؤكدا على أن الفطرة السليمة للروح البشرية جبلت على الخير والمحبة قبل أن تتعلق بها ظواهر أفسدت لب ا الانسان وأبعدته عن حتمله لمسؤولية ا الإعمار في ا الرضى مبينا على أن مفهوم ا الإعمار لايقتصر على البنيان والتشييد بل يدعو إالى الإعمار وبناء وتشييد الروح ا الانسانية بمبادئ وقيم أساسها “يآأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.
كما أشار المحاضر خلال هذه المناسبة أن الضمير ا الانساني اليوم في حاجة ماسة إلى وقفة انسانية مشتركة بعيدا عن المؤثرات التاريخية التي طبعت بطابع نزاعي، و أن العالم اليوم محتاج إلى نبذ كل مظاهر العنف والتطرف والعصبية الدينية والمطامح السياسية، والتوجه بقلب سليم إلى بناء فضاءات جديدة مبنية على السلم والتعايش صونا للنفس البشرية جمعاء، وهو ذات المنهج الحكيم الذي تبنتها المملكة الشريفة في العهد الزاهر لمولانا أمير المؤمنين وحامي حمى المل والدين .
واختتمت المداخة التي حضرها المئات من العلماء والأكاديمين والهيئات وأصحاب المعتقدات المختلفة برفع الدعوات إالى العلي القدير أن يخفف عن البشرية جمعاء أفة الحروب والنزاعات بمختلف ا الاقليم، كما تم إقامة دقيقة الصمت والدعاء بآن يعم السلم والأمان في مناطق النزاع خاصة بين فلسطن وإسرائيل وبين روسيا وأوكرانيا وباقي مناطق النزاع.
ومن بين ا الأسماء الوزنة التي حضرت الاحتفاء السيد Moshe Garellick Rabin
représentant la kabal و Sofia trivil représentant le bouddhisme و السيدة Guila kessous ambassadeur Unesco و عمدة جنيف السيد Alfonso Gomez وعدة شخصيات أخرى سبق لها وأن قدمت في زيارة روحية لمقام القطب مولنا عبد السلام ابن مشيش وأشادت خلال هذه المناسبة بالفكر المشيشي الشاذلي الصوفي ذو المشرب الروحي.
تجدر الاشارة في ذات السياق أن ا الأستاذ نبيل بركة قد حاضر في مناسبات مختلفة داخل أرض المغرب وخارجها ممثلا للنموذج المغربي للفكر المشيشية الشاذلية وعلى رأس هذه المشاركة ترأس المنتدى المشيشي الشاذلي سنة 2008 من جبل العلم إلى العالم الذي أقيم تحت تشريف ورعاية ورضا مولوية سامية من صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله وأيده