اشتكت الضيعات الفلاحية بمنطقة “هويلبا” من تعقيد المساطر الإدارية المشتركة بين إسبانيا والمغرب بخصوص استقدام العاملات الزراعيات، لافتة إلى “تأخر” وصول الدفعة الحالية من العاملات المغربيات في حقول جني الفراولة والفواكه الحمراء.
في هذا الصدد، أعرب فيليكس سانز، مستثمر فلاحي في الميدان بمنطقة “هويلبا”، عن استياء الضيعات الزراعية الإيبيرية من “الخسائر المالية” التي تتكبدها جراء تأخر وصول دفعة شهر مارس من العاملات المغربيات في حقول الفراولة.
وأوضح سانز، في مقابلة أجراها مع وكالة “أوروبا بريس” للأنباء، أن “وضعية الجفاف غير المسبوقة عقدت أوضاع المهنيين؛ ما يتطلب ضرورة وصول جميع الدفعات في الوقت المناسب لتفادي الخسائر المالية والفلاحية، بالنظر إلى التغير المناخي الذي أرخى بظلاله على الإنتاج الفلاحي الدولي.
وقال المهني عينه إنه “كان من الممكن زيادة أعداد العاملات الزراعيات القادمات من المغرب؛ لكن ذلك تعثر بسبب تداعيات جائحة كورونا خلال العام الماضي”، داعيا الإدارات المغربية والإسبانية المعنية بهذا الملف إلى التحرك بشكل سريع لإنهاء هذه المشكلة.
وأضاف أن “الدفعة كان من المفترض أن تصل في حدود 22 مارس الفائت؛ لكن تأخرت بعض الوفود لأسباب إدارية محضة”، مبرزا أن “أكبر معضلة تواجه الضيعات الفلاحية هي درجة الحرارة، وبالتالي، وجب جني الفواكه الحمراء والفراولة في الوقت المناسب”.
وأردف المستثمر الفلاحي، في هذا الجانب، بأن “القطاع يشغل أعدادا مهمة من المزارعات عبر العالم ويسهم في خلق فرص الشغل ببلدان الإقامة؛ الأمر الذي يجعله قطاعا أساسيا، لأنه استمر رغم انعكاسات جائحة كورونا التي أدت إلى إغلاق الحدود”.
ويُنتج إقليم “هويلبا” لوحده 99.7 في المائة من الفراولة بالجارة الإسبانية، حقق تسويقها ما يزيد عن 994 مليون يورو في الأسواق الخارجية خلال الفترة المتراوحة بين يناير وأكتوبر 2019، على أساس أن العمل في حقول جني الفراولة يتركز خلال الفترة الممتدة من فبراير إلى يونيو كل سنة.
جدير بالذكر أن عدد النساء المغربيات اللائي يهاجرن إلى إقليم “هويلبا” للعمل في حقول الفراولة يرتفع سنة تلو أخرى، إذ انتقل من 2000 عاملة سنة 2016 إلى 19 ألفا و179 عاملة في 2019؛ ما جعل قطاع الفراولة يصنف ضمن المجالات الأكثر استقطابا لليد العاملة الأجنبية.